|

ليال رمضان .. روحانية الذكر وهدوء النفس 

الكاتب : الحدث 2024-04-06 10:44:30

 

بقلم : د.محمد بن مرضي 

يالله كأنها ليلةٌ وضحها مابين البداية ومشارف الخواتيم .. وما بينهما كانت تفاصيل كثيرة من حياتنا ودعواتنا وابتهالاتنا وأعمالنا في ليالِ الشهر الفضيل .. رمضان ما أعجلك علينا .. فنحن ندعوا الله سنة كاملةً بأن يبلغنا صيامك وقيامك ونحن في أحسن حال ، وها نحن اليوم ندعوه في لياليك المباركة بأن يعيدك علينا أعوامًا عديدة وأزمنةً مديدة ونحن والعالم الإسلامي أجمع في حياةٍ سعيدة ، فالذكر والقرآن والدعاء والأعمال الصالحة في هذا الشهر فضلٌ عظيم .
ونحن نراقب غروب اليوم السابع والعشرون .. الألسن والقلوب تنادي مهلاً أيها الضيف العجول لازالت العيون تدمع والقلوب خاشعة وجِلة ترجو الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، ليالي فضيلة يصدح فيها صوت القرآن والذكر ، وتنعم فيها الأنفس بالراحة والصفاء والاستقرار ، ويعيش فيها الكثير من الناس حياة تأمل ومحاسبة فيما انقضى من أعمارهم وكيف أن الأيام تجري جريان الماء وكيف للأيام بهذا التسارع الرهيب ونحن اقتربنا من نهاية الثلث الثالث من الشهر الفضيل ، رمضان ما أجمله من شهر .. للطاعة والقربات فيه أجرٌ كبير عن كل الشهور ، فيه يتسابق الناس ليكسبوا رضا الله وحسن ثوابه ، رمضان سيّد الشهور فيه أنزل القرآن ، وفيه لله كل يومٍ عتقاء من النار ، وفيه ليلة خير من ألف شهر أي بما يعدل أربعٌ وثمانون سنة من بلّغه الله قيامها وغفر له فيها كأنما عَبَدَ الله ثمانية عقودٍ متتالية بدون تقصير ، فرمضان فيه من الحنين لجنات النعيم والمغفرة ماتورمت له أقدام المتهجدين ، وبذلوا له من أنفسهم الثمين ، وسمع له صوت الأنين في القيام والتراويح ، ولاننسى أولئك الذين هم قطعة من الفؤاد عاشوا معنا سنين لكن القدر غيبهم ولانقول إلا مايرضي الله ، فلا تنسوهم من دعائكم وذكركم وصدقاتكم وكما يقول الناظم :
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهلٍ وجيرانٍ وإخوان 
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم 
حيّاً فما أقرب القاصي من الداني 

تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال وأعاده الله علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنةً مديدة ونحن وأنتم في حياة سعيدة.